2011/11/22

حقائق تاريخية لم تكن معروفة من قبل


أكد القرآن الكريم على حقائق تاريخية لم تكن معروفة في زمن الرسالة بل أكتشفت في وقت متأخر مثل:
أ‌- إن أهل مصر كانوا يسمون حاكمهم فرعون عندما يكون مصرياً ويسمونه ملكاً عندما يكون من غير مصر، كما كان في زمن سيدنا يوسف عليه السلام حيث كان حاكم مصر هكسوسياً.
ب‌- أن الزوج في مصر القديمة كان يسمى سيد وأن الوزير يسمى العزيز وهذا واضح في سورة يوسف وأيدته الأبحاث الحديثة.
ت‌- أن عاداً وثمود لبستا أساطير بل أنهما مذكورتان في تاريخ بطليموس.
ث‌- في قصة ملكة سبأ (بلقيس) مع النبي سليمان عليه السلام التي أوردها القرآن الكريم جاءت القصة لتشمل تفاصيل لم ترد في الكتب السماوية السابقة كقصة تفقد سيدنا سليمان للجيش العرمرم الذي كان يملكه من الحيوان والجن فضلاً عن جنود الإنس، ومنها قصة الهدهد وقصة الصافنات الجياد وغيرها: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ * وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُـدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ )، [سورة النمل الآيات: 16- 20].
(إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ )، سورة ص آية 31.
وقد أثبت فريق بحثي عالمي مكون من عالم الآثار ويندول فيليبس ومن بعده أخته ميدلين فيليبس مع فريق بحثي متخصص من جامعة كليغاري الكندية من إثبات تفاصيل القصة وتطابق التحريات الآثارية مع مجريات عديدة منها.

وقد تنبأ القرآن بحوادث وقعت فعلاً :
أ‌- إنتصار الروم على الفرس بعد أن هزموا أمامهم وحدد لذلك بضع سنين وتحقق النصر مثل ما ذكر في القرآن في سورة الروم بقوله تعالى: (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم :1-6 ].
1- فأما الفصل الذي بدأنا بذكره من الأخبار عن الغيوب والصدق والإصابة في ذلك كله فهو كقوله تعالى: (قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً )، [الفتح : 16].
فأغزاهم أبو بكروعمر رضي الله عنهما إلى قتال العرب والفرس والروم. وكقوله تعالى : (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)، وراهن أبو بكر الصديق رضي الله عنه في ذلك وصدق الله وعده، وكقوله في قصة أهل بدر ( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ )، [الأنفال : 7].
وكقوله تعالى (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً)، [الفتح : 27].
وكقوله تعالى: ( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)، [القمر : 45]
وكقوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، [النور : 55]
وصدق الله تعالى وعده في ذلك كله.. وقال في قصة المخلفين عنه في غزوته
:(فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ)، [التوبة : 83].
فحق ذلك كله وصدق ولم يخرج من المنافقين الذين خوطبوا بذلك معه أحد.
2- في مناهل العرفان(ج2 /ص268) مانصه: (وأما غيب المستقبل فنمثل له بأمثلة عشرة، المثال الأول إخبار القرآن عن الروم بإنهم سينتصرون في بضع سنين من أعلان هذا النبأ الذي يقول الله فيه: (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، [الروم :1-6 ].
وبيان ذلك أن دولة الرومان وهي مسيحية كانت قد أنهزمت أمام دولة الفرس وهي وثنية في حروب طاحنة بينهما سنة 614م، فأغتم المسلمون بسبب ذلك لكونها هزيمة لدولة متدينة أمام دولة وثنية في حروب وفرح المشركون وقالوا للمسلمين في شماتة العدو إن الروم يشهدون أنهم أهل كتاب وقد غلبهم المجوس وأنتم تزعمون أنكم ستغلبون بالكتاب الذي أنزل عليكم فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم فنزلت الآيات الكريمة يبشر الله فيها المسلمين بأن هزيمة الروم هذه سيعقبها أنتصار في بضع سنين أي في مدة تتراوح بين ثلاثة سنوات وتسع ولم يك مظنونا وقت هذه البشارة أن الروم تنتصر على الفرس في مثل هذه المدة الوجيزة بل كانت المقدمات والأسباب تأبى ذلك عليها لأن الحروب الطاحنة أنهكتها حتى غزيت في عقر دارها كما يدل عليه النص الكريم في أدنى الأرض ولأن دولة الفرس كانت قوية منيعة وزادها الظفرالأخير قوة حتى أنه بسبب إستحالة أن ينتصر الروم عادة أو تقوم لهم قائمة راهن بعض المشركين أبا بكر على تحقق هذه النبؤة ولكن الله تعالى أنجز وعده وتحققت نبؤة القرآن سنة 622م، الموافقة للسنة الثانية للهجرة


المصدر: ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية / الكتاب الأول / الآثار والتأريخ/ الدكتور المهندس :خالد فائق العبيدي.