2014/04/05

الطوفان العظيم The Great Flood







مقالة من تأليف : د. محمد دودح المستشار العلمي بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
ثارت البراكين كتنور كبير وهطل مطر غزير وانفجرت الأرض عيونا بماء وفير وتحولت السيول لفيضان كبير, وهاجت الأمواج وأصبحت كالطود تكتسح كل عمران ولا تبقي للقاطنين من أثر, وفي خضم الأمواج العاتية مرت سفينة عظيمة أعجوبة في زمانها تمخر العباب بلا أشرعة حوت قلة من العابدين لتبلغهم بر الأمان, وحاول من كانوا بالأمس ساخرين اللحاق بالناجين, ولكن لم يحمهم من الغرق شيء؛ حتى أعالي الجبال بمنطقة الدمار, وإذا المُقَدَّر وقع؛ فمن يدفع القدر!.
عاش القوم منعمين في جنات وارفات, لكنهم نسوا فضل المنعم الكريم, استخفوا بالتحذيرات فلم يحمهم من قدرة العلي وثن؛ وكأن المنطقة لم تكن يوما مرتعا للمرح وساحة للتكبر والعناد, فما الذي حدث؟, إنه الطوفان العظيم.
حدث مأثور روته الحضارات القديمة ونقله كتبة الأسفار وتميز القرآن الكريم بدقة الوصف, ولم يتبق إلا سفينة يدفعها الطوفان لتستقر على سفح جبل آية للمعتبر في صنعها وحفظها على علمه تعالى وقدرته, قال تعالى:﴿كَذّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ. فَدَعَا رَبّهُ أَنّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ. فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السّمَآءِ بِمَاءٍ مّنْهَمِرٍ. وَفَجّرْنَا الأرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى المَآءُ عَلَىَ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ. وَحَمَلْنَاهُ عَلَىَ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ. تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لّمَن كَانَ كُفِرَ. وَلَقَدْ تّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مّدّكِرٍ﴾ القمر 9 - 15, قال ابن عاشور رحمه الله (ت 1393هـ): “ضمير المؤنث (في تركناها) عائد إلى (ذات ألواح ودسر) أي السفينة.. أي أبقينا سفينة نوح محفوظة.. لتكون آية تشهدها الأمم”.
وفي مايو عام 1948 كشفت الزلازل عن آثار سفينة كبيرة متحجرة مطمورة في الرواسب الطينية على سفح جبل الجودي في جنوب شرق تركيا بالقرب من حدودها مع سوريا والعراق اكتشفها راعي غنم اسمه رشيد سرحان من قرية أوزنجيلي Uzengili الكردية, وفي أكتوبر عام 1959 في أحد طلعات طيران الجيش التركي عاين الطيار Durupinar السفينة.
وفي عام 1960 أرسلت أول بعثة لمنطقة الأكراد الجبلية شرق تركيا لمعاينة السفينة المتحجرة على سفح جبل الجودي باستخدام تقنيات حديثة, ولا يعقل أن توجد سفينة على جبل على ارتفاع حوالي 2000 متر من سطح البحر إلا أن يرفعها شيء وليس في الأخبار والأسفار والقرآن سوى الطوفان, وقد أثار الخبر دهشة كبيرة لأن قصة السفينة عند الملاحدة أسطورة, والأسفار القانونية المعتمدة في كل الكنائس قالت "جبال أرارات" وقال القرآن بل "الجودي" تحديدًا وصدق, في سفر التكوين: "وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الأرض فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء", "واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط" تكوبن 8: 4.
وأرارات سلسلة بركانية ذات قمتين المسافة بينهما حوالي 11 كم أدناهما ترتفع حوالي 4000 متر, وأعلاهما تكسوها الثلوج وترتفع حوالي 5000 متر فوق سطح البحر؛ وهي أعلى قمة بتركيا, وتقع أرارات شرق تركيا بالقرب من حدود أرمينيا وإيران بينما يقع الجودي جنوب شرق على حدود العراق وسوريا, وحتى لو خان التعبير كتبة الأسفار فقالوا جبال أرارات بدلا عن منطقة شاسعة لحضارة قديمة تشمل جبال أرارات؛ فمن أين إذن استمد القرآن هذا التحديد الدقيق المعجز!.
وصدق القرآن الكريم في تصوير بليغ بديع يحلو في الآذان ويهز الوجدان ويأخذ بالألباب؛ قال تعالى: ﴿وَقِيلَ يَأَرْضُ ابْلَعِي مَآءَكِ وَيَسَمَآءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَآءُ وَقُضِيَ الأمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيّ وَقِيلَ بُعْداً لّلْقَوْمِ الظّالِمِينَ﴾ هود 44, ولم يبدأ الاهتمام الفعلي إلا عام 1985 واستخدمت البعثات العلمية حتى مايو 2007 تقنيات حديثة فأكدت الدراسة نبأ القرآن الكريم.
 
وأظهر التصوير بالرادار واستشعار المواد المعدنية تركيب السفينة من الداخل بهيئة تكوينات منتظمة غير طبيعية تؤكد أنها صنعة يد, وقد وجد الباحثون حفريات متحجرة حول السفينة لقواقع مياه عذبة ومياه مالحة ومرجان على ارتفاع لا توجد فيه بحار, واكتشفت بعض مسامير ربط الألواح الخشبية Rivets وهي عادة تطرق من الجهتين لمنع الانفلات, وتسمى اليوم براشيم Rivets وسماها القرآن الكريم "دُسُر" كاشفا وحده تركيب السفينة قبل أن يعرف أحد شيئا عن تلك المسامير, قال تعالى: ﴿وَحَمَلْنَاهُ عَلَىَ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ﴾ القمر 13, وأوجز الشيخ مناع خليل القطان رحمه الله (ت 1420 هـ) تفسير جمهور المفسرين بما يكاد يكون إجماعا بقوله: أي “وحملنا نوحاً ومن معه على سفينة مصنوعة من الخشب والمسامير”.
ولم يؤيد المحققون تصور كتبة الأسفار أن السفينة اتسعت لكل أزواج الحيوانات الأليفة والمفترسة في كل كوكب الأرض وأن الطوفان عالمي, ولك أن ترجح أن شحنة الحيوانات والطيور كانت من معهود المواشي والأنعام بغرض التربية في الموطن الجديد وليست كل حيوانات الأرض؛ خاصة أن في القرآن لم يرسل نوح برسالة كافة الأنبياء إلا لقومه خاصة, قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىَ قَوْمِهِ إِنّي لَكُمْ نَذِيرٌ مّبِينٌ. أَن لاّ تَعْبُدُوَاْ إِلاّ اللّهَ إِنّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾ هود 25و26, وتأخذك المشاهد غضة طرية في روعة وجلال تحشد في ذهنك شتى التصورات يشارك فيها نظم المقاطع وإيقاع الفواصل في تجسيد المضمون, قال تعالى: ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ﴾ هود 37, كانت صناعة السفينة إذن آية على عناية الله استنفذ فيها نوح وفريقه كل مهارات عصره ولكنه بالوحي فاق عصره في التقنية, وقال تعالى: ﴿فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التّنّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ﴾ المؤمنون 27. 
 
وتنور الحطب هو موقد الخبز عند الشعوب القديمة, وما أشبه ثورة البركان بالتنور في الثوران وفوران الأبخرة, أيكون فوران التنور تمثيل خاصة أن الحدث يخص الأرض!, قال سيد قطب رحمه الله (ت 1386 هـ): "تلك هي العلامة ليسارع نوح فيحمل في السفينة بذور الحياة.. (و)تتفرق الأقوال حول فوران التنور وتبدو رائحة الإسرائيليات فيها.. وأقصى ما نملك أن نقوله: التنور الموقد.. (وفورانه بتفجر عيون ماء حار) قد يكون.. بفوارة بركانية (من باب التشبيه والتمثيل)”, وقد قالوا في التفسير المراد بالتنور وجه الأرض, قاله ابن عباس وعكرمة والزهري وقال قتادة أعاليها, ويرجح التمثيل التصريح في التنزيل العزيز بتفجر الأرض عيونا لا تنور الحطب, قال تعالى: ﴿وَفَجّرْنَا الأرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى المَآءُ عَلَىَ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾ القمر 12. والمعلوم حاليا أن الأبخرة الحارة وتكثفها في الجو هي مصدر أساسي للأعاصير والمطر الغزير.
 
وقال تعالى: ﴿وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنّ رَبّي لَغَفُورٌ رّحِيمٌ﴾ هود 41, كانت السفينة إذن آية عظيمة؛ ليس فحسب في صنعها وإنما أيضا في جريها في الموج بلا حاجة لأشرعة خاصة في ذلك الجو العاصف, ,وأما لفظ (مُرسَاها) فقد جاء عاما ليعني رسوها آمنة رغم جريها بمراسي تحفظ توازنها ورسوها سالمة عند وصولها بطرح مراسيها, وقد اعتاد القدماء استخدام مراسي حجرية تربط من أسفل السفينة بحبل لتستقر ويعرفوا العمق, وسفينة نوح من الضخامة بحيث تماثل حوالي نصف سفينة التيتانك الغارقة وليست بقليلة إلى جوار حاملة طائرات فلا بد أن مراسيها كبيرة.
 
وفي عام 1989 اكتشف فاسولد Fasold مرساة عند قرية قريبة من موقع السفينة تدعى كازان Kazan, وقد يصل طول المرساة 2,5 متر وتزيد الواحدة عن 4 طن وتسمى بعدة لغات أنجر وأنقر وباليونانية أنقرة وهو نفس اسم المدينة التركية, وبديهي أن تلقي السفينة مراسيها قبيل وصولها الآمن إلى مشارف سفح جبل الجودي, وشيئا فشيئا اكتشفت المراسي تباعا لترسم خط السير, وقد اكتشف حتى الآن 13 مرساة كانت تعمل كأثقال لتثبيت السفينة وهي اليوم ترشد لخط السير نحو المناطق الجبلية الشرقية لتستقر السفينة قرب مدينة قديمة كانت تسمى ناكسوان Naxuan وتعني بالإغريقية مدينة نوح.
 
وقال تعالى: ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىَ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَبُنَيّ ارْكَبَ مّعَنَا وَلاَ تَكُن مّعَ الْكَافِرِينَ. قَالَ سَآوِيَ إِلَىَ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَآءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاّ مَن رّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾ هود 42و43, والتعبير (في موج) يؤيد أنها ضمن حركته بلا حاجة لأشرعة, ولم يتبين لنا كم تكون الأمواج مدمرة تطاول الجبال في النظر إلا مع موجات مد التسونامي وهي أيضا كلمة تعني الأمواج العاتية, وقد افترض فاسولد Fasold أن الفيضان الذي أغرق قوم نوح يرجع غالبا لحدث فلكي مثل سقوط قطعة مذنبية ضخمة تسبب في نشاط بركاني واسع ودفع مخزون المياه الجوفية وتحريك أمواج البحر لتدفع السفينة باتجاه المناطق الجبلية وتكتسح كل المناطق الساحلية وتدمرها, ووفق التوقعات الفلكية لو سقط في المحيط مذنب ثلجي بحجم ملعب كرة فسيؤدي إلى تخريب واسع لمعالم الساحل ومع تبخره نتيجة للاحتكاك وتحول الأبخرة لسحب يضيف مطرها الغزير والعواصف المصاحبة مزيدا من التخريب, ولا ننسى مشاهد ربع مليون ضحية في عام 2004 نتيجة لأمواج زلزال بالمحيط فما بالك إذا نجمت الأمواج عن رجم نيزكي معتبر!.
 
وقد اكتشف باحثون على عمق كبير في البحر الأسود آثار منطقة سكانية غارقة وقدموا أدلة على أن البحر الأسود كان في الأصل بحيرة عذبة ونتيجة لحدث ضخم انفتحت القناة بينه وبين البحر الأبيض مما يرجح فرضية الرجم النيزكي, وقد أدت الأبحاث الجيولوجية في مناطق بلاد ما بين النهرين إلى اكتشاف طبقة من الطمي تفرق بين آثار حضارات قديمة تحتها وآثار حضارات أحدث فوقها مما يؤكد حدث الطوفان ويبرهن على الوحي في بيان القرآن الكريم, قال تعالى: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـَذَا فَاصْبِرْ إِنّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتّقِينَ﴾ هود 49, وهكذا لم تخبرنا روايات كتبة الأسفار قط عن نبأ حفظ السفينة آية للعالمين بينما أكده القرآن الكريم تأييدا لخاتم النبيين, قال تعالى: ﴿فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ السّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ آيَةً لّلْعَالَمِينَ﴾ العنكبوت 15, وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ تّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مّدّكِرٍ﴾ القمر 15, فاق البيان المعجز إذن أفق كل المعارف في بيئة التنزيل, وتناول بالتفصيل أحداث تتعلق بآثار مطمورة لم يكن لأحد العلم بها زمن التنزيل, يقول العلي القدير: ﴿أَمْ يَقُولُونَ تَقَوّلَهُ بَل لاّ يُؤْمِنُونَ. فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ﴾ الطور 33و34. 

المراجع:
• المكتبة الشاملة (آلاف المراجع الإسلامية).
• الموسوعة البريطانية وموسوعة إنكارتا.

 منقول من موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

(( الوليد ابن مصعب)) هل هو تعريب لاسم فرعون مصر ((رمسيس ابن سيتي)) ؟


مقالة من تأليف :مهندس / محمد عبد الرازق جويلي.

توصلنا في أبحاثنا الخمسة السابقة ان رمسيس الثاني هو فرعون موسى وليس أي فرعون آخر وقدمنا لذلك أربع أدلة فلكية هي الحساب الفلكي ليوم الزينة فتوصلنا انه كان يوم 9 يوليو 1266 ق.م الموافق 10 محرم 1945 ق.هـ فوقع هذا التاريخ في سنوات حكم رمسيس الثاني وذلك في بحثنا الأول (يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) ورابطه :
http://quran-m.com/container.php?fun=artview&id=1127 
وحسبنا فلكياً تاريخ غرق فرعون موسى الذي أسميناه بيوم عاشوراء الخروج فتوصلنا إلى ان هذا اليوم كان 29 ابريل 1227 ق.م الموافق 10 محرم 1905 ق.هـ فجاء هذا التاريخ متوافقاً مع تاريخ وفاة رمسيس الثاني ونهاية حكمه وذلك في بحثنا الثاني (عاشوراء الخروج تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) ورابطه :
http://quran-m.com/container.php?fun=artview&id=1140 
وحسبنا الفترة الزمنية بين تاريخي يوم الزينة ويوم عاشوراء الخروج فوجدناها تساوي 40 سنة قمرية تامة هي الفرق بين سنتي (1945 – 1905 ق.هـ ) فتوافقت ال40 سنة مع ما جاء من روايات صحابة رسول الله انه بين يوم قول فرعون "ما علمت لكم من اله غيري" التي قالها في يوم الزينة وقوله "أنا ربكم الأعلى" التي قالها عندما حشر جنده لمواجهة موسى وشعبه في يوم عاشوراء الخروج قبل غرقه فقالوا ان بينهما 40 عاما وتوافقت هذه ال40 سنة مع آخر 40 سنة من فترة حكم رمسيس الثاني التي خلت من أية أعمال عظيمة لانشغاله فيها بعقاب الله له بالآيات التسع كما بالقران أو الضربات ال10 كما بالتوراة.. كما توافقت ال80 سنة قمرية (= 77 سنة ميلادية) التي عاصر موسى فيها فرعون منذ مولده وتربية فرعون له حتى خرج موسى بشعبه من مصر وعمره 80 عاما قمرياً توافقت تلك مع فترتي حكم رمسيس الثاني لمصر المتتاليتين (مشاركا في الحكم مع أبيه سيتي الأول لمدة 14 : 19 سنة وفترة حكمه مصر منفردا لمدة 67 سنة بعد موت أبيه) وذلك في بحثنا الثالث ( 40 سنة و 80 سنة يكشفان رمسيس الثاني فرعون موسى) ورابطه :
http://quran-m.com/container.php?fun=artview&id=1134 
كما أننا وجدنا ال67 سنة التي حكمها رمسيس منفرداً والتي اتفق عليها كل المؤرخين وعلماء المصريات وجدناها تشكل إعجازا قرآنيا جديداً هي أنها قد توافقت مع عدد الآيات التي ذكر فيها لفظ (فرعون) في القران الكريم (= 67 آية) فأعطت لنا معناً إضافيا اعجازياً لقوله تعالى " فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وان كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون" وذلك في بحثنا الرابع (67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) ورابطه :
http://quran-m.com/container.php?fun=artview&id=1147 
وفي بحثنا الخامس قدمنا 4 أوصاف ذكرها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرعون موسى وهو انه كان قصير – أصلع – أخينس – أثرم وقارننا بين هذه الصفات وصفات مومياء رمسيس الثاني الموجودة بالمتحف المصري فوجدنا تطابقاً تاماً بينهما في الصفات وذلك في بحثنا الخامس (أوصاف فرعون موسى تكشف رمسيس الثاني) ورابطه :
http://quran-m.com/container.php?fun=artview&id=1154 
ثم أن هذه الأبحاث الخمسة أعطت لنا الحق في أن نتسلل إلى فترة حكم فرعون موسى رمسيس الثاني تاريخيا لنكتشف بإذن الله ما تيسر لنا من اعجازات قرآنية تناولت قصته مع موسى.. حيث نبدأ باسمه وهو رمسيس الثاني لندرس معاً عن مدى علاقته بما ذكره المؤرخون العرب ومفسرو القران الكريم من ان اسمه الوليد بن مصعب.. والله الموفق.
وبداية هناك إشكاليتان شغلتا الكثير من الباحثين في قضية فرعون موسى وهما :
1- لفظ (فرعون) الذي جاء في القران الكريم مرتبطاً بقصة موسى عليه السلام اسم أم لقب ؟
2- ما علاقة الوليد بن مصعب الذي ذكره المؤرخون العرب ومفسرو القران القدامى بفرعون موسى ؟
فرعون....اسم أم لقب ؟
هناك فريقان مختلفان.. فريق أول قليل العدد يعتبر ان لفظ (فرعون) اسم حيث جاء ذكر لفظ (فرعون) 74 مرة في القرآن في 67 آية بهذا الشكل.. فلم يأتي بأي شكل آخر مثل (فرعوناً) أو(فرعون") أو(الفرعون).. هذا يعني أنه لم يصرف ولم ينون ولم يعرف بال في أي مرة في القران كأن يقال (الفرعون) كما أنه لم يرد بصيغة الجمع في أي من آيات القران ب(الفراعين أو الفراعنة).. ألا يعني هذا أنه أسم علم أعجمي ؟.. فالاسم العلم الأعجمي الزائد عن ثلاثة أحرف ممنوع من الصرف والتنوين ولا يقبل التعريف بال ولا يجمع.. وهكذا جاء لفظ (فرعون) في كل مرة في القران.. وهذا يعني أنه كان اسم شخص بذاته.
والفريق الآخر وهم أهل التاريخ والآثار ومعهم الغالبية من أصحاب العلم لهم رأي آخر حيث يجمعون على ان لفظ (فرعون) يعني لقب ملك مصر ويذكرون انه أول ما بدأ في الأسرة ال18 أو الأسرة ال19 بصيغة (برعا) الدالة على القصر العظيم وحرف الاسم في العبرية إلى (فرعو) ثم في العربية إلى (فرعون) بما يعني الملك الذي يعيش في القصر العظيم.
ولكي ندرأ هذا الخلاف ونقارب بين الفريقين يمكننا ان نعتبر ان أول من تسمى بهذا الاسم هو الملك المصري الذي ربى سيدنا موسى ثم أصبح هذا الاسم لقباً لكل الملوك الذين جاءوا بعده بما يشبه اسم (قيصر) الذي تسمى به الملك الروماني يوليوس قيصر ثم صار هذا الاسم لقباً لملوك الدولة الرومانية بعده ولبعض ملوك روسيا في عصر آخر.
ولكننا قد توصلنا إلى اسمه الذي اشتهر به في كتب التاريخ والآثار وهو رمسيس الثاني أو رعمسيس الثاني.
هل رعمسيس الثاني ابن سيتي الأول هو الوليد ابن مصعب ؟ 
فاجأنا الطبري (224 هـ – 310 هـ) في تاريخه باسم فرعون موسى وهو الوليد ابن مصعب.. ((1)) وكذلك فعل اليعقوبي (المتوفي في 284 هـ) حيث ذكر نفس الاسم.. ((2)).. وذكر نفس الاسم المقريزي (764 هـ – 845 هـ) الملقب بعميد المؤرخين المصريين في العصور الوسطى وكذلك قال أيضاً ابن عبد الحكم المؤرخ المصري (187 هـ – 257 هـ) ونفس الاسم ذكره أبو إسحاق الثعلبي المتوفي سنة 427 هجري وجاء ذكر نفس الاسم أيضا في كل مدارس تفسير القران وفيما يلي كشف بالتفاسير التي ذكرت اسم (الوليد بن مصعب) كفرعون لموسى باستخدام خاصية البحث عن هذا الاسم في موقع تفاسير القران في جميع مدارس القران ((3)) :
1- الكشاف – الزمخشري(467 – 538 هـ) : في تفاسير الآيات : الأعراف 103 – يونس 91
2- مفاتيح الغيب – التفسير الكبير / الرازي(250 - 311 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 49 – الأعراف 104 – يونس 90
3- الجامع لأحكام القران – القرطبي(المتوفى في 671 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 49 – يونس 90.
4- تفسير القران الكريم / بن كثير(701 – 774 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 49
5- أنوار التنزيل وأسرار التأويل / البيضاوي(المتوفي في 685 هـ) : في تفاسير الآيات : الأعراف 99
6- تفسير فتح القدير / الشوكاني (1173 – 1250 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 47
7- بحر العلوم / السمرقندي(المتوفي في 690 هـ) : في تفاسير الآيات : الأعراف 100
8- النكت والعيون / الماوردي(364 – 450 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 49
9- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز / ابن عطية (481 – 541 هـ): في تفاسير الآيات : البقرة 47 – الأعراف 103
10- زاد المسير في علم التفسير / ابن الجوزي (510- 592 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 49
11- تفسير القران / ابن عبد السلام (577 – 660 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 49


14- البحر المحيط / أبو حيان (654 – 745 هـ): في تفاسير الآيات : البقرة 47
15- غرائب القران و رغائب الفرقان / القمي النيسابوري(المتوفي في 845 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 49 – يونس 71
16- اللباب في علوم الكتاب / ابن عادل (المتوفي في 775 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 49 – الأعراف 104 – يونس 90.
17- نظم الدرر في تناسب الآيات والسور / البقاعي (809 – 885 هـ) : في تفاسير الآيات : الأعراف 101
18- روح البيان في تفسير القران / إسماعيل حقي (1063 – 1137 هـ ): في تفاسير الآيات : البقرة 49 – الأعراف 103 – يونس 91 – طه 43 – الشعراء 16
19- التبيان الجامع لعلوم القران / الطوسي ( 597 – 672 هـ): في تفاسير الآيات : البقرة 49
20- الصافي في تفسير كلام الله الوافي / الفيض الكاشاني (1007 – 1091 هـ) : في تفاسير الآيات : الأعراف 100 – طه 44
21- هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (المتوفي في 1385 هـ) : في تفاسير الآيات : الأعراف 103 – القصص 7
22- تيسير التفسير / اطفيش (المتوفي في 1385 هـ): في تفاسير الآيات : البقرة 49 – الأعراف 103 – يونس 91
23- روح المعاني / الالوسي (المتوفي في 1270 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 49 – الأعراف 103
24- الميزان في تفسير القران / الطبطباني (1321 – 1402 هـ): في تفاسير الآيات : طه 9
25- أيسر التفاسير / أبو بكر الجزائري ( المولود في1339 هـ) : في تفاسير الآيات : الأعراف 103
26- تفسير مقاتل بن سليمان / مقاتل بن سليمان (المتوفي في 150 هـ) : في تفاسير الآيات : الفجر 10
27- الكشف والبيان / الثعلبي (المتوفي في 437 هـ): في تفاسير الآيات : البقرة 49 – الأعراف 103
28- مختصر تفسير ابن كثير / الصابوني (المولود في 1348 هـ): في تفاسير الآيات : البقرة 49
29- التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (721 – 757 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 49
30- النهر الماد / الاندلسي (654 – 745 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 49
31- التفسير الكبير / للإمام الطبراني (260 – 360 هـ) في تفاسير الآيات : البقرة 49 – الأعراف 103
32- تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية / مكي بن أبي طالب (355 – 439 هـ) : في تفاسير الآيات : البقرة 49 - الأعراف 103 – ص 6 – غافر 30
... وهكذا اجمع الكثير من المؤرخين العرب وغالبية مفسرو القران القدامى والمحدثين على اسم الوليد بن مصعب على انه فرعون موسى.. وقبل ان نحلل هذا الاسم ومدى علاقته بالفرعون رمسيس الثاني نقول ان هذا الاسم قد ورد في تاريخي الطبري واليعقوبي وغيرهما بين قصص عجيبة وغريبة للملوك والممالك المصرية القديمة تختلف كثيراً عما كتبه التاريخيون المحدثون عن تاريخ مصر بعد فك رموز الهيروغليفية بواسطة شامبليون لدرجة ان ما كتبه العرب عن تاريخ مصر قبل ترجمة شامبليون للغة المصرية القديمة كان يسمى بتاريخ مصر الخرافي.. ونحن لسنا بصدد الدفاع عما كتب فيه فهناك من دافع عنه مثل د. عكاشة الدالي الخبير بمتحف بتري في لندن بالتوصل إلى ان المسلمين الأوائل مثل ابن وحشية وذي النون المصري وغيرهم هم أول من فك رموز الهيروغليفية.. ((4)).. ولكن الذي آلمني كثيراً ان د.عكاشة الدالي المحاضر بجامعة لندن أنه قال في نهاية محاضراته سنة 2004 م : من المؤسف أنني أول من فعل هذا.. لقد تعاملت مع بضع مئات من المخطوطات فقط وهناك ألوف أخرى منها.....
ومصدر ألمي ان أي من المتخصصين في التاريخ والآثار الآخرين لم يهتم في استكمال ما بدأه د. الدالي حتى الآن.
نماذج ترجمة العربية للرموز الهيروغليفية كما كشف عنها د.عكاشة الدالي المحاضر بجامعة لندن
لهذا وجدت ان أهم ما يمكنني ان أدافع عنه هو اسم فرعون موسى (الوليد ابن مصعب) الذي هاجمه الكثيرون واعتبروه اكبر تخاريف تاريخ مصر الخرافي الذي ذكره المؤرخون العرب لنحلله بمعارف العلوم الحالية.
الاسم الصحيح لرمسيس الثاني هو رعمسيس الثاني أو رعموسى الثاني وينطق ب (رعموسي – بالياء) أو ب (رعموسى – بالياء التي تنطق ألف) وتتكون من مقطعين : - (رع – موسي أو موسى).. و (رع) = الإله رع اله الشمس الذي عبده المصريون القدماء.. و مس = ابن أو وليد...... و موسى = مولود جديد اسم علم (كما في قاموس الكلمات العامية ذات الأصل القبطي).. وأيضا رمسيس (رعمسيس) ومعناه رع – مسى – اس أي الشمس ولدته ( كما في القاموس السابق ذكره).
ولقد ذكر سيجموند فرويد ان لاسم موسى اصل في اللغة المصرية القديمة.. فقد أكثر المصريون من تسمية " رعمس " " تحتمس " " أحمس ".. و مسى هي موسى كتبت بدون الواو.. ومعناها ابن أو ولد.. أي أن معناها ابن الإله رع أو ابن الإله تحت أو تحوت.. ((5)).
بهذا يمكننا القول إلى ان رعمسيس تعني (الوليد) بعد حذف (رع) والتي تعني اله الشمس والتي ربما رفضها المؤرخون الإسلاميون لعدم اعتقادهم بالآلهة المصرية فلم يترجموها.
أما اسم أبيه سيتي فهو المتعلق بـ "ست"، والذي يدل على أنه وُهب للإله ست(كما أننا نقول بالعربية : قاهري أو عربي أو أسكندري). والإله ست (اله الشر) وكان يعبد في شرق مصر أي في مسقط رأس عائلة رمسيس.. الإله ست صوره المصريون على هيئة إنسان ذكر مفتول العضلات برأس حيوان غريب يشبه رأس الجمل أو الكلب بأذن مفلطحة قائمة وذيل مستقيم ممتد إلى أعلى. وهو من أقدم آلهة مصر وعضو التاسوع المقدس. يرمز للشر في أسطورة " إيزيس و أوزوريس" حيث قتل أوزوريس واغتصب العرش من "حورس" ولكنه هزم في النهاية. قدسه ملوك الأسرة التاسعة عشرة والعشرين ووحد الهكسوس بينه وبين إلههم "سوتخ"
الإله المزعوم ست
ونحن إذا بحثنا عن معنى الاسم مصعب في قاموس (أسماء لها معاني) نجد انه يعني : الفحل من كل حيوان ومن الجمال ما لا يركب ولا يمس. ولقد جاء في لسان العرب عند بيان كلمة (صعب) ما نصه : "وقال ابن السكيت: الـمُصْعَبُ الفحل الذي يُودَعُ من الركوب والعمل للفِحْلة. والـمُصْعَب الذي لم يمسسه حبل، ولم يُركب" وجاء في (الصحاح في اللغة) في شرح كلمة (صعب) ما نصه : "وأصعبت الجملَ فهو مُصْعَبٌ، إذا تركتَه فلم تركبه ولم يَمسَسْه حبل حتى صار صعباً واستصعب عليه الأمر، أي صَعُبَ".
لهذا يمكننا القول بأن المؤرخ العربي عندما قام بتعريب اسم سيتي (والد رعمسيس الثاني) وجد ان اسم مصعب هو الأقرب له في الشكل حيث تصور ان هذا الحيوان المذكر الممثل لهذا الإله لا يمكن ان يركب أو يمس.. فمن ذا الذي يستطيع ان يركب أو يمس حيوان كهذا ؟.. لهذا فان اقرب اسم عربي يشبه هذا الإله الذي انتسب إليه والد رمسيس (سيتي) هو مصعب.
وهذه الطريقة ليست غريبة على اللغة العربية فهناك أبو لهب عم الرسول واسمه الحقيقي عبد العزي بن عبد المطلب ولكن أبو عبد المطلب لقبه بابي لهب لوسامته وإشراق وجهه حتى ان القران ذكره بلقبه هذا "تبت يدا أبي لهب وتب" المسد 1 , وأبو هريرة من كبار الصحابة كان اسمه عبد الرحمن ابن صخر الدوسي وكني بابو هريرة لاحتفاظه بهريرة صغيرة كان يلاعبها , وأبو جهل الذي كان من اشد أعداء النبي اسمه عمرو بن هشام بن المغيرة ولكن الرسول لقبه بابي جهل.
لهذا اعتقد ان الوليد ابن مصعب هو تعريب لاسم رمسيس ابن سيتي..
 والله اعلم.

المراجع :
1- تاريخ الطبري (جزء 1/ص231)
2- تاريخ اليعقوبي (جزء 1/ ص33)
3- http://www.altafsir.com/Tafsir_Search.asp
4- http://www.eltareekh.com/vb/showthread.php?t=7696
5- كتاب قضية الدين مع مسيرة الفكر الإنساني – اليهود واليهودية – عقيدة وتاريخا للدكتور عبد السلام محمد عبده –جامعة الأزهر ص 96.

تأليف المهندس / محمد عبد الرازق جويلي 
منقول من موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة:

مخطوطه ايبور تحدثنا عن ما حل بفرعون وقومه




صورة للأوراق البردي المكتشفة والمحفوظة في المتحف الوطني في ليدن هولندا

بقلم فراس نور الحق
المصائب التي حلت بفرعون: 
يحدثنا القرآن الكريم عن قصة موسى وهارون مع عدو الله فرعون الذي أدعى الإلوهية وكيف أن الله أرسل موسى وهارون إلى فرعون لدعوته إلى عبادة الله تعالى ...ولكن فرعون أستكبر على الحق فتوعده موسى بآيات أخرى تحذيراً له ودلالة على أنه مرسل لعله يرجع إلى الحق ويعلم أن الذي أرسل موسى هو المتصرف بأسباب الخير والشر، وأما الآيات فهي: القحط(السنين) وقلة الثمرات والجراد والقمل والضفادع والطوفان والدم.
قال الله تعالى:
 (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )[سورة الأعراف : 13]. 
وقال الله تعالى: 
(وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ {132} فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ)[سورة الأعراف]. 
أما مصير فرعون بعد كل هذا العناد فكان الغرق هو وجنوده في البحر قال الله تعالى
:( فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ) [الأعراف : 136] 
الاكتشاف المذهل:
في مطلع القرن الثامن عشر الميلادي تم اكتشاف بردية قديمة من 17 صفحة في منطقة منفيس قرب أهرامات سقارة (استناداً إلى أول مالك لها هو جورجيوس) ولا يعرف بدقة تاريخ العثور عليها ولكن المتحف الوطني في
(ليدن هولندا)(the Museum of Leiden or Rijksmuseum van Oudheden) أشترى البردية في عام 1828 م وهي عبارة عن بردية فرعونية مكتوبة باللغة الهيموغلوفية القديمة تعود إلى عصرور الفراعنة بعض العلماء قدر أنها تعود إلى المملكة الوسطى ولكن لا يوجد أي دليل يقيني يحدد متى كتبت وإلى أي أسرة فرعونية تعود وتم تصنيفها في التحف تحت رقم (344) (ولكن بعض المواقع تدعى ان التأريخ بالكربون يعيدها ما بين نهاية عهد بيبى الثانى -الاسره السادسه والفتره الوسطى الثانيه).
وقد أطلق عليها فيما بعد بردية أيبور (The Papyrus Ipuwer) أو (Admonitions of Ipuwer) حيث تمت ترجمتها من اللغة الهيموغلوفية الفرعونية القديمة في عام 1908م.
نص البردية
الورقة رقم (2-8) :لقد دارت الأرض كما لو كانت طبق طعام
الورقة رقم (2-11) أصاب الدمار البلاد – ضرب الجفاف والضياع مصر
الورقة رقم (3:13) وعم الخراب
الورقة رقم (4:7)وانقلبت المسكونة
الورقة رقم (4:2)وعمت سنوات من الفوضى لانهاية لها
الورقة رقم (6:1)ها قد توقفت الفوضى وانتهت المعمعة
الورقة رقم ( 2:5-6)المصائب في كل مكان, والدم في كل مكان
الورقة رقم (7:21 )كان الدم في أنحاء ارض مصر
الورقة رقم (2- 10 (تحول النهر إلى دم
الورقة رقم (7:20) كل الماء الذي في النهر تحول إلى دم
الورقة رقم (2:10) عاف الناس شرب الماء وابتعدوا عنة وانتشر العطش
الورقة رقم (3: 10-13 ) هذا هو نهرنا ومياه شربنا – هذا مصدر سعادتنا – ماذا عسانا أن نفعل إزاء ذلك – الكل أصبح خراب
الورقة رقم (4:14 )خربت الأشجار وماتت
الورقة رقم (6:1 )ما عادت تثمر وما عادت الأرض تخرج الكلأ
الورقة رقم (2: 10 )انتشرت الحرائق – اخترقت البوابات ولابنية والجدران
الورقة رقم (10: 3- 6) وبكت مصر ........... انعدمت مصادر العيش – خلت القصور من القمح والشعير والطيور والأسماك
الورقة رقم (6:3) فسدت وانعدمت الحبوب في كل مكان
الورقة رقم (3: 5) ( كل ما كان بالأمس هنا موجودا بات غير موجوداً, أصاب الأرض التعب والخراب كما لو كانت ارض كتان قطعت أعوادة
الورقة رقم (6:1)لا شيء هنا – لا ثمار ولا عشب – لا شيء سوى الجوع هنا
الورقة رقم (5:5)حتى مواشينا, بكت قلوبهم وناحت
الورقة رقم ( 9: 2-3 )أنظر – ها هي الماشية تركت هائمة وليس من احد يرعاها, كل رجل يصطاد لنفسه ما هي له
الورقة رقم (9 :11) عم الظلام الأرض
الورقة رقم ( 4:3) وهام أولاد الأمراء يتخبطون بين الجدران
الورقة رقم (6:12)ها هم أولاد الأمراء ملقون في الشوارع
الورقة رقم (6 :3)حتى السجون خربت
الورقة رقم ( 2 :13) كثيرون هم الذين يودعون إخوانهم التراب في كل مكان
الورقة رقم ( 3 :14 )في كل مكان أنين ونواح وبكاء
الورقة رقم ( 4:4 )هؤلاء الذين كان يرقدون في غرفة التحنيط طرحوا هناك على أكوام القمامة
الورقة رقم (4: 2) الكل هنا عظيم كان أو صعلوك يتمنى الموت
الورقة رقم ( 5 :14) هل سيباد الرجال .......فلا تحمل النساء ولا تلد ! وهل ستنعدم الحياة على الأرض ويتوقف الصخب
الورقة رقم (7:1) انظروا النار هاهي قد ارتفعت عاليا --- قد ذهبت صوب أعداء الأرض
الورقة رقم ( 7:1-2)هاهو الفرعون قد فقد في ظروف لم يحدث مثلها من قبل
أهم الإشارات في أوراق البردي المكتشفة 
1.الجفاف والقحط وانحباس الأمطار
·الورقة رقم (2-8) :لقد دارت الأرض كما لو كانت طبق طعام
·الورقة رقم (2-11) أصاب الدمار البلاد – ضرب الجفاف والضياع مصر
·الورقة رقم (3:13) وعم الخراب
·الورقة رقم (4:7)وانقلبت المسكونة
·الورقة رقم (3: 5) كل ما كان بالأمس هنا موجودا بات غير موجوداً, أصاب الأرض التعب والخراب كما لو كانت ارض كتان قطعت أعوادة
2.الدم الذي ملء النيل:
·الورقة رقم ( 2:5-6)المصائب في كل مكان, والدم في كل مكان
·الورقة رقم (7:21 )كان الدم في أنحاء ارض مصر
·الورقة رقم (2- 10 (تحول النهر إلى دم
·الورقة رقم (7:20) كل الماء الذي في النهر تحول إلى دم
·الورقة رقم (2:10) عاف الناس شرب الماء وابتعدوا عنة وانتشر العطش
·أن نفعل إزاء ذلك – الكل أصبح خراب
·الورقة رقم (3: 10-13 ) هذا هو نهرنا ومياه شربنا – هذا مصدر سعادتنا – ماذا عسانا أن نفعل.
3. 3 نقص الثمرات :
·الورقة رقم (4:14 )خربت الأشجار وماتت
·الورقة رقم (6:1 )ما عادت تثمر وما عادت الأرض تخرج الكلأ
·الورقة رقم (2: 10 )انتشرت الحرائق – اخترقت البوابات ولابنية والجدران
·الورقة رقم (10: 3- 6) وبكت مصر ........... انعدمت مصادر العيش – خلت القصور من القمح والشعير والطيور والأسماك
·الورقة رقم (6:3) فسدت وانعدمت الحبوب في كل مكان
·الورقة رقم (3: 5) ( كل ما كان بالأمس هنا موجودا بات غير موجوداً, أصاب الأرض التعب والخراب كما لو كانت ارض كتان قطعت أعوادة
·الورقة رقم (6:1)لا شيء هنا – لا ثمار ولا عشب – لا شيء سوى الجوع هنا
·الورقة رقم (5:5)حتى مواشينا, بكت قلوبهم وناحت
·الورقة رقم ( 9: 2-3 )أنظر – ها هي الماشية تركت هائمة وليس من احد يرعاها, كل رجل يصطاد لنفسه ما هي له .
4. موت فرعون غرقاً:
الورقة رقم ( 7:1-2)ها هو الفرعون قد فقد في ظروف لم يحدث مثلها من قبل.
5. الضفادع:
ورد في كتاب (آثار مصر القديمة ج1 لمؤلفه جيمس بيكي: (من أعجب مكتشفات عالم الآثار " بتري" ـ في أثناء تنقيبه في عام 1905ـ 1906م في تل الرطابة ـ سلطانية رائعة الشكل مصنوعة من الخزف الأزرق إذ تحيط بها 19 ضفدعة في حين تتسلق ضفادع أخرى عديدة الجوانب الداخلية للآنية مكونة حشداً ضخماً عند فوهتها. وتتوسط السلطانية كذلك ضفدعة كبيرة هي بلا شك ملكة تلك الضفادع إذ تجلس متوجهة إلى القاعدة وهذه السلطانية فريدة في صناعة الخزف المصري) نقلا عن كتاب من هو فرعون موسى؟ ص912 ـ تأليف الدكتور رشدي البدراوي.
ولعل هذا الاكتشاف المذهل من أهم الأدلة على انتشار الضفادع في أحد العصور الفرعونية بشكل غير طبيعي وذلك في عصر فرعون موسى ليكون آية من آيات موسىوالذيدعا أحد صناع الخزفأن يصنع سلطانية بهذا الشكل.
الإشارات الإعجازية في الآيات
إخبار القرآن الكريم على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأمور مغيبة حدثت قبل ولادة النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من 2000سنة لحضارة كانت مندثرة عند ولادته وكانت مغمورة برمال الصحراء المصرية، وما كان لأحد قبل 1400سنة أن يعرف شيءً عنها وخاصة في صحراء الجزيرة العربية التي كان شعبها شبه منعزل عن الحضارات التي كانت سائدة في ذلك الزمان فكيف برجل أمي لا يقرأ ولا يكتب ولم يسافر إلى مصر في حياته ولا يعرف الكتابة الفرعونية القديمة أن يشير إلى أمور وقعت ولم يؤثر عنه أنه تعلم عن أحبار أهل الكتاب.
من أخبره بكل هذه المعلومات التي لم تعرف إلا قبل حوالي مئة سنة تقريباً.
نقول لكل متشكك وجاحد الذي عَّلم محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يعلم السر في السموات والأرض:
قال الله تعالى:
 (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) [الفرقان : 6].
وقال الله تعالى:
( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود : 49].
مختصر من مقال الاستاذ فراس نور الحق
مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن
المصدر:
تم اقتباس فكرة البحث من بعض أبحاث هارون يحيى
للتوثق من صحة معلومات البحث أرجوا زيارة الروابط التالية :
, http://www.mystae.com/restricted/str...a/plagues.html
www.geocities.com/regkeith/linkipuwer.htm.
المراجع :
----------------------------------------------------
(1). “The Plagues of Egypt,” Admonitions of Ipuwer 2:5-6, http://www.mystae.com/restricted/str...a/plagues.html.
(2). Admonitions of Ipuwer 2:10, http://www.mystae.com/restricted/str...a/plagues.html.
(3). Admonitions of Ipuwer 5:12, www.geocities.com/regkeith/linkipuwer.htm.
(4). Admonitions of Ipuwer 10:3-6, www.geocities.com/regkeith/linkipuwer.htm.
(5). Admonitions of Ipuwer 6:3, www.students.itu.edu.tr/~kusak/ipuwer.htm.
(6). Admonitions of Ipuwer, http://www.mystae.com/restricted/str...a/plagues.html.
(7). Admonitions of Ipuwer 2:10, www.geocities.com/regkeith/linkipuwer.htm.
(8). Admonitions of Ipuwer 3:10-13, www.geocities.com/regkeith/linkipuwer.htm.
(9). Admonitions of Ipuwer 2:11, www.geocities.com/regkeith/linkipuwer.htm.
(10). Admonitions of Ipuwer 7:4, www.geocities.com/regkeith/linkipuwer.htm
منقول من موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة :
http://www.quran-m.com/container2.php?fun=artview&id=1218

2014/04/03

ذو القرنين


قال الله تعالى:(وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98))[سورة الكهف].
ماذا قاله المفسرون و المؤرخون عن ذو القرنين ؟
 يذكر تفسير الكشاف للزمخشري : أنه الإسكندر و قيل أنه عبد صالح. نبي. ملك، و ذكر رواية عن الرسول صلي الله عليه و سلم، أنه سمي ذا القرنين لأنه طاف قرني الدنيا يعني جانبيها شرقا و غربا. و قيل كان لتاجه قرنان. كان على رأسه ما يشبه القرنين.. و الإمام ابن كثير : يذكر في تفسيره : أنه الإسكندر ثم يبطل هذا. كان في زمن الخليل إبراهيم عليه السلام و طاف معه بالبيت. و قيل عبد صالح. و أورد في تاريخه " البداية و النهاية " جـ 2 ص 102 مثل ذلك و زاد أنه نبي أو مَلَك. أما القرطبى في تفسيره فقد أورد أقوالا كثيرة أيضا : كان من أهل مصر و اسمه " مرزبان "، و نقل عن ابن هشام أنه الاسكندر، كما نقل روايات عن الرسول صلي الله عليه و سلم، بأنه ملك مسح الأرض من تحتها بالأسباب. و عن عمر و عن على رضي الله عنهما بأنه مَلَك.. أو عبد صالح و هي روايات غير صحيحة. و قيل أنه الصعب بن ذي يزن الحميرى، و كلها روايات و أقوال تخمينية و لا سند لها. أما الآلوسى في تفسيره، فقد جمع الأقوال السابقة كلها تقريبا، و قال : لا يكاد يسلم فيها رأى، ثم اختار أنه الاسكندر المقدوني و دافع عن رأيه بأن تلمذته لأرسطو، لا تمنع من
صورة لأبو الكلام آزاد
أنه كان عبدا صالحا.. أما المفسرون المحدثون فكانوا كذلك ينقلون عن الأقدمين.
موقف أبو الكلام آزاد من هذه الأقوال
لم يرتض أبو الكلام آزاد (عالم الهند المعروف ترجم معاني القرآن إلى اللغة الأوردية) قولا من هذه الأقوال، بل ردها، و قال عنها: إنها قامت على افتراض مخطيء لا يدعمه دليل، و عنى بالرد على من يقول بأنه الإسكندر المقدوني.. بأنه لا يمكن أن يكون هو المقصود بالذكر في القرآن، إذ لا تعرف له فتوحات بالمغرب، كما لم يعرف عنه أنه بنى سدا، ثم إنه ما كان مؤمنا بالله، و لا شفيقا عادلا مع الشعوب المغلوبة، و تاريخه مدون معروف. كما عنى بالرد على من يقول بأنه عربي يمني.. بأن سبب النزول هو سؤال اليهود للنبي عليه الصلاة و السلام عن ذي القرنين لتعجيزه و إحراجه. و لو كان عربيا من اليمن لكان هناك احتمال قوي لدي اليهود- على الأقل- أن يكون عند قريش علم به، و بالتالي عند النبي صلى الله عليه و سلم، فيصبح قصد اليهود تعجيز الرسول عليه الصلاة و السلام غير وارد و لا محتمل. لكنهم كانوا متأكدين حين سألوه بأنه لم يصله خبر عنه، و كانوا ينتظرون لذلك عجزه عن الرد.. سواء قلنا بأنهم وجهوا السؤال مباشرة أو أوعزوا به للمشركين في مكة ليوجهوه للرسول عليه الصلاة و السلام. ثم قال : " و الحاصل أن المفسرين لم يصلوا إلى نتيجة مقنعة في بحثهم عن ذي القرنين، القدماء منهم لم يحاولوا التحقيق، و المتأخرون حاولوه، و لكن كان نصيبهم الفشل. و لا عجب فالطريق الذي سلكوه كان طريقا خاطئا. لقد صرحت الآثار بأن السؤال كان من قبل اليهود- وجهوه مباشرة أو أوعزوا لقريش بتوجيهه -فكان لائقا بالباحثين أن يرجعوا إلى أسفار اليهود و يبحثوا هل يوجد فيها شيىء يلقي الضوء على شخصية ذي القرنين، إنهم لو فعلوا ذلك لفازوا بالحقيقة ".
 لماذا ؟ لأن توجيه السؤال من اليهود للنبي عليه الصلاة و السلام لإعجازه ينبىء عن أن لديهم في كتبهم و تاريخهم علما به، مع تأكدهم بأن النبي عليه الصلاة و السلام أو العرب لم يطلعوا علي ما جاء في كتبهم.. فكان الاتجاه السليم هو البحث عن المصدر الذي أخذ منه اليهود علمهم بهذا الشخص.. و مصدرهم الأول هو التوراة.
و أمسك أزاد بالخيط
و هذا هو الذي اتجه إليه أزاد، و أمسك بالخيط الدقيق الذي وصل به إلي الحقيقة.. و قرأ و بحث و وجد في الأسفار، و ما ذكر فيها من رؤى للأنبياء من بني إسرائيل و ما يشير إلى أصل التسمية : "ذي القرنين" أو " لوقرانائيم" كما جاء في التوراة.. و ما يشير كذلك إلي الملك الذي أطلقوا عليه هذه الكنية، و هو الملك "كورش" أو "خورس " كما ذكرت التوراة و تكتب أيضا "غورش" أو "قورش".
هل يمكن الاعتماد علي التوراة وحدها ؟
يقول أزاد : " خطر في بالي لأول مرة هذا التفسير لذي القرنين في القرآن،و أنا أطالع سفر دانيال ثم اطلعت علي ما كتبه مؤرخو اليونان فرجح عندي هذا الرأي، و لكن شهادة أخري خارج التوراة لم تكن قد قامت بعد، إذ لم يوجد في كلام مؤرخي اليونان ما يلقي الضوء علي هذا اللقب.
تمثال كورش
ثم بعد سنوات لما تمكنت من مشاهدة آثار إيران القديمة ومن مطالعة مؤلفات علماء الآثار فيها زال الحجاب، إذ ظهر كشف أثري قضي علي سائر الشكوك، فتقرر لدي بلا ريب أن المقصود بذي القرنين ليس إلا كورش نفسه فلا حاجة بعد ذلك أن نبحث عن شخص آخر غيره ". " إنه تمثال علي القامة الإنسانية، ظهر فيه كورش، و علي جانبيه جناحان، كجناحي العقاب، و علي رأسه قرنان كقرني الكبش، فهذا التمثال يثبت بلا شك أن تصور "ذي القرنين" كان قد تولد عند كورش، و لذلك نجد الملك في التمثال و علي رأسه قرنان" أي أن التصور الذي خلقه أو أوجده اليهود للملك المنقذ لهم "كورش" كان قد شاع و عرف حتى لدي كورش نفسه علي أنه الملك ذو القرنين.. أي ذو التاج المثبت علي ما يشبه القرنين..
صورة لتمثال غورش العظيم في إيران يظهر بوضوح فوق رأسه القرنين
صورة لتمثال غورش العظيم في حديقة أولمبي في سدني
كورش بين القرآن و التاريخ
و مع أن ما وصل إليه أزاد قد يعتبر لدي الباحثين كافيا، إلا أنه مفسر للقرآن و عليه أن يعقد المقارنة بين ما وصل إليه و بين ما جاء به القرآن عن ذي القرنين أو عن الملك كورش.. إذ أن هذا يعتبر الفيصل في الموضوع لدي المفسر المؤمن بالقرآن.. و يقول أزاد : أنه لم توجد مصادر فارسية يمكن الاعتماد عليها في هذا، و لكن الذي أسعفنا هو الكتب التاريخية اليونانية، ولعل شهادتها، تكون أوثق و أدعي للتصديق، إذ أن المؤرخين اليونان من أمة كان بينها و بين الفرس عداء مستحكم و مستمر، فإذا شهدوا لكورش فإن شهادتهم تكون شهادة حق لا رائحة فيها للتحيز، و يستشهد أزاد في هذا المقام بقول الشاعر العربي :
 و مليحة شـــهدت لها ضراتها ***** و الفضل ما شهدت به الأعداء
فقد أجمعوا علي أنه كان ملكا عادلا، كريما، سمحا، نبيلا مع أعدائه، صعد إلي المقام الأعلى من الإنسانية معهم. و قد حدد أزاد الصفات التي ذكرها القرآن لذي القرنين، و رجع لهذه المصادر اليونانية فوجدها متلاقية تماما مع القرآن الكريم، و كان هذا دليلا قويا آخر علي صحة ما وصل إليه من تحديد لشخصية ذي القرنين، تحديدا لا يرقي إليه شك..
فمن كورش أو قورش إذا ؟
إنه من أسرة فارسية ظهر في منتصف القرن السادس قبل الميلاد في وقت كانت فيه بلاده منقسمة إلي دويلتين تقعان تحت ضغط حكومتي بابل و آشور القويتين، فاستطاع توحيد الدولتين الفارسيتين تحت حكمه، ثم استطاع أن يضم إليها البلاد شرقا و غربا بفتوحاته التي أشار إليها القرآن الكريم، و أسس أول إمبراطورية فارسية، و حين هزم ملك بابل سنة 538 ق.م. أتاح للأسري اليهود فيها الرجوع لبلادهم، مزودين بعطفه و مساعدته و تكريمه. كما أشرنا إلي ذلك من قبل.. و ظل حاكما فريدا في شجاعته و عدله في الشرق حتى توفي سنة 529 ق.م.
سد يأجوج و مأجوج
إنما نسميه بهذا لأنه بني لمنع الإغارات التي كانت تقوم بها قبائل يأجوج و مأجوج من الشمال علي الجنوب، كما يسمي كذلك سد "ذي القرنين" لأنه هو الذي أقامه لهذا الغرض.. و يقول أزاد : " لقد تضافرت الشواهد علي أنهم لم يكونوا إلا قبائل همجية بدوية من السهول الشمالية الشرقية، تدفقت سيولها من قبل العصر التاريخي إلي القرن التاسع الميلادي نحو البلاد الغربية و الجنوبية، و قد سميت بأسماء مختلفة في عصور مختلفة، و عرف قسم منها في الزمن المتأخر باسم "ميغر" أو "ميكر" في أوروبا.. و باسم التتار قي آسيا، و لاشك أن فرعا لهؤلاء القوم كانوا قد انتشروا علي سواحل البحر الأسود في سنة 600 ق.م.
و أغار علي آسيا الغربية نازلا من جبال القوقاز، و لنا أن نجزم بأن هؤلاء هم الذين شكت الشعوب الجبلية غاراتهم إلي "كورش" فبني السد الحديدي لمنعها"، و تسمي هذه البقعة الشمالية الشرقية ( الموطن الأصلي لهؤلاء باسم "منغوليا " و قبائلها الرحالة "منغول"، و تقول لنا المصادر اليونانية أن أصل منغول هو "منكوك" أو "منجوك" و في الحالتين تقرب الكلمة من النطق العبري "ماكوك" و النطق اليوناني "ميكاك" و يخبرنا التاريخ الصيني عن قبيلة أخري من هذه البقعة كانت تعرف باسم "يواسي" و الظاهر أن هذه الكلمة ما زالت تحرف حتى أصبحت يأجوج في العبرية.. " و يقول : " إن كلمتي : " يأجوج و مأجوج " تبدوان كأنهما عبريتان في أصلهما و لكنهما في أصلهما قد لا تكونان عبريتين، إنهما أجنبيتان اتخذتا صورة العبرية فهما تنطقان باليونانية "كاك Gag" و "ماكوك Magog" و قد ذكرتا بهذا الشكل في الترجمة السبعينية للتوراة، و راجتا بالشكل نفسه في سائر اللغات الأوروبية ". و الكلمتان تنطقان في القرآن الكريم بهمز و بدون همز. و قد استطرد أزاد بعد ذلك لذكر الأدوار السبعة أو الموجات السبع التي قام بها هؤلاء بالإغارة علي البلاد الغربية منها و الجنوبية.
مكان السد :
ثم يحدد مكان السد بأنه في البقعة الواقعة بين بحر الخرز "قزوين" و "البحر الأسود" حيث توجد سلسلة جبال القوقاز بينهما، و تكاد تفصل بين الشمال و الجنوب إلا في ممر كان يهبط منه المغيرون من الشمال للجنوب، و في هذا الممر بني كورش سده، كما فصله القرآن الكريم، و تحدثت عنه كتب الآثار و التاريخ. و يؤكد أزاد كلامه بأن الكتابات الأرمنية – و هي كشهادة محلية – تسمي هذا الجدار أو هذا السد من قديم باسم " بهاك غورائي" أو "كابان غورائي" و معني الكلمتين واحد و هو مضيق "غورش" أو "ممر غورش" و "غور" هو اسم "غورش أو كورش". و يضيف أزاد فوق هذا شهادة أخري لها أهميتها أيضا و هي شهادة لغة بلاد جورجيا التي هي القوقاز بعينها. فقد سمي هذا المضيق باللغة الجورجية من الدهور الغابرة باسم " الباب الحديدي ".
 و بهذا يكون أزاد قد حدد مكان السد و كشف المراد من يأجوج و مأجوج.. و قد تعرض لدفع ما قيل أن المراد بالسد هو سد الصين، لعدم مطابقة مواصفات سد الصين لمواصفات سد ذي القرنين و لأن هذا بني سنة 264 ق.م. بينما بني سد ذي القرنين في القرن السادس قبل الميلاد. كما تعرض للرد علي ما قيل بأن المراد بالسد هو جدار دربند، أو باب الأبواب كما اشتهر عند العرب بأن جدار دربند بناه أنوشروان ( من ملوك فارس من 531 – 579 م ) بعد السد بألف سنة، و أن مواصفاته غير مواصفات سد ذي القرنين و هو ممتد من الجبل إلي الساحل ناحية الشرق و ليس بين جبلين كما أنه من الحجارة و لا أثر فيه للحديد و النحاس.
صورة لخريطة تبين مكان سد ذو القرنين كما ذكره آزاد
و على ذلك يكون المقصود بالعين الحمئة هو الماء المائل للكدرة و العكارة وليس صافيا. و ذلك حين بلغ الشاطيء الغربي لآسيا الصغري و رأي الشمس تغرب في بحر إيجه في المنطقة المحصورة بين سواحل تركيا الغربية شرقا و اليونان غربا وهي كثيرة الجزر و الخلجان.
والمقصود بمطلع الشمس هو رحلته الثانية شرقا التي وصل فيها إلي حدود باكستان و أفغانستان الآن ليؤدب القبائل البدوية الجبلية التي كانت تغير علي مملكته. و المراد ببين السدين أي بين جبلين من جبال القوقاز التي تمتد من بحر الخزر ( قزوين ) إلي البحر الأسود حيث إتجه شمالا. و لقد كان أزاد بهذا البحث النفيس أول من حل لنا هذه الإشكالات التي طال عليها الأمد ، و حيرت كل المفكرين قبله. و حقق لنا هذا الدليل ، من دلائل النبوة الكثيرة.. رحمه الله و طيب ثراه..
من مقال للدكتور عبد المنعم النمر بمجلة العربي العدد 184